المبعوث الأممي يدعو الأطراف اليمنية للالتزام بخريطة الطريق لتحقيق السلام
المبعوث الأممي يدعو الأطراف اليمنية للالتزام بخريطة الطريق لتحقيق السلام
دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الأطراف اليمنية إلى اتخاذ خطوات جادة نحو تنفيذ خريطة الطريق التي تستهدف إنهاء النزاع المستمر في البلاد.
وأكد المبعوث الأممي خلال إحاطة لمجلس الأمن، مساء أمس الأربعاء، أن الوقت قد حان لاتخاذ قرارات ملموسة لتخفيف المعاناة الإنسانية وتحقيق تقدم نحو السلام.
وأوضح غروندبرغ أن خريطة الطريق تتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، واتخاذ تدابير اقتصادية مستدامة، مثل دفع الرواتب بانتظام، وفتح المجال أمام عملية سياسية شاملة بمشاركة جميع الأطراف.
وفي ما يتعلق بملف الأسرى، دعا المبعوث الأممي إلى تطبيق مبدأ "الكل مقابل الكل"، مشددًا على ضرورة التزام الأطراف بتعهداتها والعمل على إطلاق سراح جميع الأسرى بشكل متبادل.
عنف وانتهاكات إنسانية
وأشار غروندبرغ إلى تصاعد العنف في تعز، بما في ذلك الهجوم القاتل الذي استهدف سوقًا بطائرة مسيرة في مديرية مقبنة، واعتبر أن هذه الحوادث تؤكد الحاجة الماسة لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار، مع الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين من أي انتهاكات.
وتطرق المبعوث الأممي إلى الانتهاكات الحقوقية، مشيرًا إلى مرور ستة أشهر على حملة الاختطافات التعسفية التي شنها الحوثيون، والتي وصفها بأنها انتهاك صارخ للحقوق الإنسانية، وأكد أن العديد من المختطفين لا يزالون محرومين من حقوقهم الأساسية، مثل التواصل مع عائلاتهم.
وحث غروندبرغ الأطراف على التعاون مع مكتبه والعمل بجدية لإنجاح الجهود الرامية لإنهاء النزاع، وقال: "اليمن عند مفترق طرق: إما الاستمرار في دوامة النزاع المدمر، أو السعي لتحقيق حلول شاملة تضمن السلام والتنمية".
أزمة ومعاناة إنسانية
ويشهد اليمن معاناة إنسانية كبيرة منذ أكثر من 10 سنوات نتيجة الحرب المستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء من جهة أخرى، وذلك منذ سبتمبر 2014.
ويسيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمني ومن بينها مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والتي تضم ميناء يعتبر شريان حياة ملايين السكان في مناطق الحوثيين.
وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، ونزوح الآلاف في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب وصف الأمم المتحدة.
وتسعى الأمم المتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار، من أجل الشروع في إحياء مسار الحوار السياسي المتوقف عملياً منذ التوقيع على اتفاق السويد الخاص بالحديدة في عام 2018.
وبعد أكثر من 10 سنوات من الصراع، ما زال 18.2 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى الدعم، وتشير التقديرات إلى أن 17.6 مليون شخص واجهوا أزمة انعدام الأمن الغذائي خلال العام الجاري.